الفرق بين السنة والشيعة




اعتقد الكثيرون بأنّ الشيعة ظهرت بعد وفاة الرّسول عليه الصلاة والسّلام لظنّهم أنّ آل بيت رسول الله أحقّ بالخلافة ممّن سواهم من قريش، وقد أجمع على ذلك معظم
المؤرّخين ومنهم ابن خلدون، واليعقوبي. واختلف أهل الشّيعة مع أهل السنّة بالعديد من الأمور الجوهريّة بالدّين، فهم يختلفون بالعقائد والفروع والأخلاق، والعديد من الأمور الأخرى.

الفرق بين السنّة والشّيعة

يختلف أهل السنّة عن أهل الشيعة بعدّة فروقات، منها:

أركان الإسلام

فهي عند السنّة: الشهادتان، وإقامة الصّلاة، وإيتاء الزّكاة وصومرمضان، وحجّ البيت.

وعند الشّيعة: أعظم الأركان بعد الشهادتين الإمامة لسيّدنا علي، وبأنّها لا تخرج عن أولاده، وتعدّ الإمامة كالنبوّة تستوجب العصمة من جميع الذّنوب منذ الولادة حتّى الممات.

القرآن الكريم

عند أهل السنّة: يثق أهل السنّة جميعاً بقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون)؛ لذلك فهم متأكّدون من صحّة القرآنالكريم، وأنّ الله قد حفظه من أيّ تحريف؛ فهو مصدرهم الأوّل في التّشريع ويؤمنون به إيماناً كاملاً.

عند الشّيعة: لا يصدّق الشيعة بصحّة القرآن الكريم، ويحرّفونه تحريفاً عجيباً ليناسب معتقداتهم وكلام أئمّتهم، كما أنّهم يعتمدون كلام الأئمّة كمصدرٍ معتمد للتّشريعات.

الحديث الشّريف

عند أهل السنّة: يعتبر أهل السنّة كلام الرّسول مصدرهم الثّاني للتّشريع؛ فهو يوضّح لهم أحكام القرآن الكريم ويفسّره، واتّباع الرّسول سنّة مؤكّدة لا يجوز إهمالها أو مخالفتها، ويثق أهل السنّة بصحّة الأحاديث المنقولة من الصّحابة الثّقات والّتي اجتهد الأئمّة الصّالحين بتجميعها.

عند الشّيعة: لا يثق أهل الشّيعة إلّا بما نُقل عن آل البيت الكرام، ويطعنون بكلّ ما جاء على لسان غيرهم دون الاهتمام بصحّة النّقل والسند، وينكرون كلّ ما جاء على لسان أئمّة الحديث كالبخاريوالشافعي.

الصّحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين

أهل السنّة: يحترم أهل السنّة جميع الصّحابة الكرام، ويطلبون لهم الرّضوان من الله، ويعترفون بفضلهم وجهدهم بنشر الدّعوة الإسلاميّة، ويعتبرون ما كان بينهم من خلاف وغيره من قبيل الاجتهاد؛ بل إنّهم رضي الله عنهم هم الّذين قال الله فيهم خير ما قال في أمّة. أمّا بالنّسبة لعليّ بن أبي طلب رضي الله عنه فهم يعتقدون أنّه أوّل من أسلم من الصّبيان، وأنّه قام بمصاهرة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأنّه رابع الخلفاء ومشهود له بالجنة، ثمّ أكرمه الله بالشهادة.

الشّيعة: يكفّرون الصّحابة الكرام وخصوصاً ( أبا بكر، وعمر، وعثمان) وكلّ من بُشّر بالجنة، فالكلّ قد كفروا وارتدّوا عن الإسلام إلّا عدد قليل يعدّ على أصابع اليد الواحدة، ويضعون علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مكانةٍ خاصّة؛ فبعضهم يراه وصيّاً وبعضهم يراه نبيّاً وبعضهم يراه إلهاً.

عقيدة التّوحيد

أهل السنّة: يعتمد إيمانهم على وحدانيّة الله الّذي لا إله إلّا هو وأنّه لا شريك له ولا ولد، فلا يدعون سواه ولا يرجون غيره وليس بينهم وبين الله حجاب؛ فهم لا يحتاجون لوساطة أحد عند الله، ويؤمنون بالرّسل والأنبياء جميعاً، وأنّهم يحملون رسالة التّوحيد وقد أُرسلوا لتبليغها.

الشيعة: يؤمن الشّيعة بوحدانيّة الله بعقيدتهم ولكنّهم لا يثبتون ذلك بتصرّفاتهم؛ حيث إنّهم يتوسّلون أئمّتهم وأوليائهم عند الشّدائد والحاجة، كما أنّهم يشركون آل البيت من علي كرم الله وجهه وأبنائه بعبادتهم، وينذرون ويذبحون لغير الله، ويعتقدون أنّ أئمّتهم معصومون وأنّهم يعلمون الغيب. ولهم في الكون تدبير مع الله.

ومن إحدى المواقف الّتي حصلت بين السنّة والشيعة لإثبات صحّة الاعتقاد، قيام الشاه بإيران باستدعاء علماءٍ من السنّة وعلماء من الشّيعة حتّى يقرّبهم وينظر إلى وجه الاختلاف بينهم، فجاء علماء الشيعة كلّهم، أمّا علماء السنّة لم يأت منهم إلّا واحداً بعد أن تأخّر عليهم، فلمّا دخل عليهم كان حاملاً حذاءه تحت إبطه، نظر إليه علماء الشّيعة فقالوا: لماذا تدخل على الشاه وأنت حاملاً حذاءك؟ قال لهم: لقد سمعت أنّ الشيعة في عصر الرّسول صلّى الله عليه وسلم كانوا يسرقون الأحذية!! فقالوا وهم ينظرون لبعضهم البعض: لم يكن هناك في عصر الرّسول شيعه!!! فقال: إذن انتهت المناظرة من أين أتيتمبدينكم؟